أبيات من كتاب المنفرجتان
اشْتَدِّي أزْمَةَ تَنْفَرِجِي قَدْ آذَنَ لَيْلُكِ بِالْبَلَجِ
وَظَلاَمُ اللَّيْلِ لَهُ سُرُجٌ حَتَّى يَغْشَاهُ أَبُو السُّرُجِ
وَسَحَابُ الخَيْرِ لَهَا مَطَرٌ فَإِذَا جَاءَ الِإبّانُ تَجِى
وَفَوَائِدُ مَوْلاَنَا جُمَلٌ لِسُرُوحِ الأَنْفُسِ وَالمُهَجِ
وَلَها أَرَجٌ مُحْيٍ أَبَداً فَاقْصُدْ مَحْيَا ذَاكَ الأَرَجِ
فَلَرُبَّتَمَا فَاضَ المحْيَا بِبِحُورِ المَوْجِ مِنَ اللُّجَجِ
وَالْخَلْقُ جَمِيعاً فِي يَدِهِ فَذَوُو سَعَةٍ وَذَوُو حَرَج
وَنُزُلُهُمُ وَطُلُوعُهُمُ فَعَلَى دَرَكٍ وَعَلَى دَرَجِ
وَمَعَايِشُهُمْ وَعَوَاقِبُهُمْ لَيْسَت فِي المَشْيِ عَلَى عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حكَمَتْ ثُمَّ انْتَسَجَتْ بِالْمُنْتَسجِ
فَإِذَا اقْتَصَدتْ ثُم انْعَرَجتْ فَبِمُقْتَصِدٍ وَبِمُنْعَرِجِ
شَهِدَتْ بِعَجَائبِهَا حُجَجٌ قامَتْ بِالأَمْر عَلَى الْحِجَجِ
وَرِضاً بِقَاءِ اللَّه حَجًا فَعَلَى مَرْكُوزَتِهِ فَعُجِ
وَإِذَا انْفَتَحَتْ أَبْوَابُ هُدًى فاعْجِلْ لِخَزَائِنِهَا وَلِجِ
وَإِذَا حَاوَلْتَ نِهَايَتَهَا فاحْذَرْ إِذْ ذَاكَ مِنَ العَرَجِ
لِتَكُونَ مِنَ السُّبَّاقِ إِذَا مَا جِئْتَ إِلَى تِلْكَ الفُرَجِ
فَهُنَاكَ العَيْشُ وَبَهْجَتُهُ فَلِمُبْتَهِجٍ وَلِمُنْتَهِجِ
فَهِجَ الأَعْمَالَ إِذَا رَكَدَتْ فإِذَا مَا هِجْتَ إِذا تَهِجِ
وَمَعاصِي اللَّه سَمَاجَتُهَا تَزدَانَ لِذِي الخُلُقِ السَّمِجِ
وَلِطَاعتِهِ وَصَبَاحَتِهَا أَنْوَارُ صَبَاحٍ مُنْبَلِجٍ