القراءة
يوم الكرامة
التعريف بالشاعر
نعمان ماهر الكنعانيّ، شاعر عراقي، من دواوينه: في يقظة الوِجدان، وأوراق الليل، والمزاهر التي أخذت منها هذه القصيدة.
جو النصّ
هذه القصيدة ألقيت في المسرح القومي في بغداد عام 1968 بمناسبة النصر الكبير الذي تحقق في معركة الكرامة عام 21/آذار/1968م التي صمدت فيه القوات الأردنية في وجه العدو، فاستحقّت هذه المعركة أن تدوّن في سجل التاريخ. ويتحدّث الشاعر في هذه القصيدة عن رجولة جنود القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وحمايتهم البلاد، وأن هذه المعركة أعادت الثقة للعرب، واستنهضت همتهم.
شرح وتحليل القصيدة
1- بكِ والإباءَ من الهوان يُعادُ |
|
حقٌّ وتَسْلََمُ أربُعٌ وبلادُ |
الإباء: رفض الذل والضيم.
الهوان: الذلّ.
أربع: مفردها رَبْع: وهي الدار وما حولها.
بكِ يا معركة الكرامة، وبرفض الظلم والضعف يعود الحقّ لأصحابه وتسلم الديار وما حولها لأصحابها.
2- كان الضَّياعُ يلفّنا حتى إذا |
|
أبليتِ أوْمَضَ بارقٌ يرتادُ |
أومض: لمع.
يرتاد: يجول.
لقد كنّا ضائعين حتى وقعتِ يا معركة الكرامة، وهُزم اليهود شرّ هزيمة وكان النصر كلمعان برق أوجد فينا الأمل.
صورة فنية: يشبه الشاعر النصر بوميض البرق.
3- وتلمّس المُتحيِّرون جراحَهم |
|
هل للجراحِ وقد نغرْنَ ضِمادُ |
نغرنَ: تفجّرنَ دما.
يسخر الشاعر من اليهود، فهم يتحسّسون جراحهم، ولكن هذه الجراح لا يمكن أن تلتئم بعد أن تفجّرت.
الاستفهام (هل للجراح وقد نغرن ضماد): يفيد النفي.
4- كيدٌ تقمّص ثوب عزْمٍ وانتشى |
|
بالنّصر ما خُدعت به الأنجادُ |
تقمّص: قلّد.
الأنجاد: مفردها نجيد/وهو الرجل الشجاع.
إنّ اليهود خَدعوا النّاس بتقمّصهم ثوب القوة وأصابهم الغرور بالنصر –ولكنّ الشُّجعان من الجيش الأردني لم ينخدعوا.
صورة فنية: شبّه كيد اليهود وخداعهم بلباس يغترّ به الرائي.
5- ومشى يُضِلُّ به بريقُ سرابِه |
|
للغدر مزهوّاً به الإيعادُ |
مزهوّاً: مفتخراً.
الإيعاد: من الفعل أوعد؛ أي هدّد.
إنّ العدو يمشي بطريقة كاذبة يدّعي بها الفرح، ولكنّ لمعان غرورهم مكشوف الصورة.
6- حسِبوا جَمال النصر نهبَ نازلٍ 7- أو قتل طفلٍ يستجير بأُمّه |
|
أو خنْق شيخٍ كدّه إجهادُ |
كدّه: أتعبه.
يستجير: يستغيث.
مضنى: متعب.
الحراب: المفرد حربة: آلة محددة الرأس تستعمل للحرب.
ظنّ اليهود أنّ جمال النصر عندهم نهب وسرقة البيوت وتضييق العيش على الكبار في السّن العاجزين أو قتل الأطفال بقرب أمّهاتهم أو بطعنِ إنسانٍ متعب بالحراب.
8- وتلاوموا حَنَقاً على يومٍ به |
|
أَبَتِ الرجولة أن يهون جِلادُ |
حنقاً: حقداً.
أبت: رفضت.
جِلاد: الرجل ذو الصبر.
أن اليهود يتلاومون ويتبادلون الاتهامات بغضب على هذه الهزيمة، في يوم رفض به شجعان الأردن أن يضعفوا أمامهم.
9- إيهٍ بقيّةَ مؤمنين بمجدهم |
|
بذلتْ له ما تَسألُ الأمجادُ |
إيه: اسم فعل أمر للاستزادة من النّصر (استمروا).
يخاطب الشاعر العرب ويطلب منهم أن يستمروا في تحقيق النصر والمجد والعزة.
10- فإذا الدم المطلول في أردنّه |
|
لهبٌ له من دِجلةٍ إمدادُ |
المطلول: المصبوب.
إمداد: مساعدة.
إنّ الدّم المصبوب في الأردن (دم الشهداء الأردنيين) كاللهب الذي بثّ الحميّة في النفوس فجاء له من العراق إمداد ومساعدة.
صور فنية: شبّه الدّم باللهب.
11- بوركتِ يا أرض الفداء بوركت |
|
لك نخوةٌ هي للنضال عِمادُ |
يدعو الشّاعر أن يبارك الله بأرض الأردنّ وبنخوة جنوده وشعبه.
12- يتساءلان عن التسابيح التي |
|
فيها لأبواب السماء مَعادُ |
يتساءل الأردن أرضًا وشعبًا عن الأذكار العبادات والتسابيح في المسجد الأقصى.
13- فلِزفرةِ البيتِ العتيق تفجُّعٌ |
|
و"لبيتَ لحمَ" كآبةٌ وحِدادُ |
تفجّع: التألّم للمصيبة.
حداد: حزن.
إنّ البيت الحرام (مكة) تتحسّر على القدس، وكذلك بيت لحم أصابه إحباط وحزن شديد.
صورة فنية: شبّه الكعبة وبيت لحم بشخصين أصابهما الحزن والكآبة لما أصاب القدس.