الفهم والتحليل
العتاب.
من جفاءِ سيف الدولة وبرود قلبه، ومن سَقمٍ ألمَّ بهِ وأحرّ قلبهُ نتيجة هذا الجفاء.
حبّ الشاعر لسيف الدولة صادقٌ ليس فيه تملق أو تكلف وقد أنحله وأبرى جسده، وحبّ الآخرين لسيف الدولة صادق وباطنه متكلف.
البيت السادس: إذا لم يميّز الإنسان البصير بين النور والظلمة، فأيّ نفعٍ لهُ في بصره.
البيت الثاني عشر: المعارف عند أهل العقول عهودٌ وذمم لا يضيعونها.
البيت الثامن عشر: أسوأ البلاد مكانٌ لا صديق فيه، وأقبحُ الأعمالِ تلك التي تجلب العيب والمذمّةِ لصاحبها.
أ- علامَ عاتبهُ؟
عاتبهُ على سماعهِ كلام الواشينَ فيهِ.
ب- بدا الشاعرُ لبِقاَ مؤدباً في عتابِهِ، وضّح ذلك في ضوء الأبيات الآتية:
ما لي أكتمُ حُبّاً قد برى جَسَدي وتدّعي حُبَّ سيفِ الدولةِ الأممُ
عاتبهُ بإظهار مدى حبّهِ له، هذا الحبّ الذي أبرى جسدهُ وانحلهُ وهو كاتمٌ له، ليتجنّبَ التملق في حبّهِ كما يدّعيهِ غيره، بقلوبٍ خالصة، ونياتٍ صادقة.
يا مَن يَعزُّ علينا أن نفارقهُم وِجداننا كلَّ شيءٍ بَعدَكم عَدَمُ
لا يستطيع الافتراق عن سيف الدولة، ولا أحد يمكن أن يخلف سيف الدولة عند المتنبي، أو أن يكون للشاعر منه بدل.
هذا عتابُكَ إلا أنّهُ مِقَةٌ قد ضُمّنَ الدرُّرّ إلا أنّه كَلِمُ
أكدّ الشاعرُ أن عتابهُ ما هو إلا محبّة، لأن العتاب يجري بين المحبّين، وهو درّ بحسن لفظه ونظمهِ إلا أنّهُ كلمات، وإن أزعجت سيف الدولة في محبّة خالصة ومودة صادقة.
ج- لجأ الشاعرُ إلى أساليبَ شتّى في عتابهِ، منها: التعريض بالرحيل، والتذكير بالواجب، وضّح ذلك.
التعريض بالرحيل في قوله:
أرى النّوى يقتضيني كلّ مرحلةٍ لا تستقلُّ بها الوخادةُ الرُّسُمُ
لئن تَركنَ ضميراً عن ميامننا لَيَحدثنّ لمن ودّعتُهُم نَدَمُ
إذا ترحّلت عن قومٍ وقدر قدروا أن لا تُفارقهم فالراحلون هُمُ
التذكير بالواجب في قوله:
وبيننا لو رعيتم ذاكَ مَعرِفةٌ إنّ المعارفَ في أهلِ النّهى ذممُ
أ- اعتداد الشاعر بنفسه.
أنامُ ملء جفوني عن شواردها ويسهرُ الخلقُ جرّاها ويختصمُ
ب- اعتداد الشاعر بشعره.
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من بِهِ صممُ
ج- مضمون المثل: "استسمَنت ذا ورم".
أعيذُها نظراتٍ مِنكَ صادقةً أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُهُ وَرَمُ
احترام الصديق، العدل في معاملة الناس، الالتزام بالعهود، عدم الانخداع بالمظاهر.
أ- حينما تجد عيباً في صديقك.
تترك الإجابة للطالب.
ب- حينما يجافيكَ صديقك.
تترك الإجابة للطالب.
الثقةُ بالنفسِ اعتزازُ الإنسان بنفسه، ويقدرته على تحقيق أهدافه، وهو أمرٌ إيجابيّ يدفعُ الإنسان نحو الرقيّ والتقدّم.
أما الغرور فهو توهّم الإنسان الشعور بالكمال والعظمة، وهو سلوكٌ سلبيّ.
تترك الإجابة لتقدير الطالب.
أ- أشر إلى البيت الذي تضمّن هذا المعنى.
هذا عتابُكَ إلا أنّهُ مِقَةٌ قد ضمّن الدُّرّ إلا أنه كلِمُ
ب- بيّن إلى أي مدى التزم الشاعر هذه المقولة.
أرى الشاعر ملتزماً ذلك، فما عتابه إلا محبّة لسيف الدولة.
وكم مِن كفيفٍ بصيرِ الفؤادِ وكم مِن فؤادٍ كفيف البصر
أ- أشر إلى البيت الذي ينسجمُ مع قول أبي العتاهية.
وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرهِ إذا استوت عِندهُ الأنوارُ والظلَمُ
ب- البصر يُري الإنسان ظاهر الأشياء، والبصيرة تُريهِ حقائقها، وضّح رأيك في ذلك في ضوء البيت الذي أشرتَ إليه.
لا فائدة للإنسان في بصره، إن لم تكشف له بصيرته حقائق الأمور، بمعنى يجب أن يكون الإنسان متعقلاً فطناً مُدركاً ذا بصيرةٍ وبعد نظر.
يجنّب الإنسان كثيراً من الخلافات والخصومات التي قد تقع إذا لم يتحقق من صدق ما يسمع.
أ- إلى أي مدى تجد أنّ الشاعر وصديقهُ قد تمثلا هذا المعنى من وجهة نظرك؟
سيف الدولة استمعَ إلى كلام الواشينَ وصدّقهُ، واعرضَ عن المتنبي.
المتنبي كان حريصاً على صلته بسيف الدولة، فعاتبهُ عتابَ المحبّ.
ب- ما القيم الإيجابية التي تركها هذا القول في نفسك؟
التماس العذر للصديق، مراجعة النفس.
أنّ الله تعالى واهب المحاسن في النفس الإنسانيّة، وهي ليست من عند البشر، فلا تغترّ بما لديك.