الاستماع
جمال الصحراء
جمال الصحراء لا يعرفه إلا من اتخذها سكناً. وانبساطها وتموجات كثبانها الرملية لوحة إبداعية لا يحيطها فنانو الأرض جمالاً وحسن ترتيب. وأحجارها الصلدة لا ندرك يقيناً متى تشكلت بهذه الأشكال الإبداعية، فمنها ما هو أملس، ومنها ما هو حاد الأطراف، ومنها ما تمازج مع غيره ليشكل تكوينات زخرفية غاية في الجمال، ومنها ما هو رملي هش ينكسر بيديك إن كسرته، إنه صنع خالق مبدع. وإذا ما تأملت نباتها، فستجد أنه قد طوّع حياته وكيّفها حسب تقلبات الأحوال، فيزدان عند هطول المطر؛ ما يجعل سيقانها تعود من جديد لتخرج أوراقها الخضراء بعد يبس.
وفي مواسم الجفاف ، تتكيف تلك النباتات فتخزن ما تبقى من الماء لقادم الأيام في جذورها وسيقانها وأوراقها التي تتحور على أشكال مختلفة، يكون الشوك غالب صنوفها.
وإذا تحدثت عن الإبل، فنعم سفائن الصحراء، هيبة، وجمال تناسق جسومها. أما وجهها، فبهاؤه مختلف فيه بحسب أصولها، فكل بدوي معجب بإبله، وإنا أنكر بعضهم جمالها، فجمال إبله لا يدانيه جمال طالما يستفيد منها نسلاً وحلو لبن، إنها سفينة الصحراء التي تقطع الفيافي والقفار، صابرة على السير لمسافات بعيدة دون ماء، لا يدانيها في شدة تحملها دابة أخرى.
أما الغنم، فهي غنيمة وبركة، ورعيها والتجول بها من بقعة إلى أخرى، مهنة الأنبياء والصالحين من قبل، فيها صفاء النفس، وسوقها الى مواطن الكلأ، وأصواتها مع صغارها ترانيم جميلة تدل على الفرح والحبور بأنها وجدت بغيتها من طيب العشب.
إنها الصحراء لا تسعها الكتب وصفاً، وقد كانت، من قبل ومن بعد، عشق الأدباء من الناثرين والشعراء، وسار برحابها كل عاشق ليحكي قصة عشقه لها، في هيام ولوعة.
أسئلة النص:
1- منِ الَّذي يعرِفُ جَمالَ الصَّحْراءِ؟
جَمالُ الصَّحراءِ لا يعرفُهُ إِلّا منِ اتّخذَها سَكَنًا.
2- بِمَ وصفَ الكاتبُ الكُثْبانَ الرَّمْلِيَّةَ في الصَّحراءِ؟
باللوحة إلإِبداعيَّة لا يحيطُها فنّانو الأَرضِ جمالًا وَحُسنَ ترتيبٍ.
3- اذكرْ ثلاثةَ أَشكال لأَحجارِ الصَّحراءِ وردَتْ في النَّصِّ.
أَملسُ، وحادُّ الأَطرافِ، ما تمازجَ مَعَ غيرهِ ليشكِّلَ تكويناتٍ زُخرفيَّةً غايةً في الجَمالِ، ما هو رملِيٌّ هشٌّ ينكسِرُ بيديكَ إِنْ كسرتَهُ.
4- كيفَ تتكيَّفُ نباتاتُ الصَّحراءِ مَعَ مواسِمِ الجفافِ؟
تخزِّنُ ما تَبقّى منَ الماءِ لقادمِ الأَيّامِ في جذورِها وَسيقانِها وأَوراقِها الّتي تتحوَّرُ على أَشكالٍ مختلفةٍ، يَكونُ الشَّوكُ غالبَ صنوفِها.
5- تحدَّثَ الكاتبُ عنِ الإِبِلِ سفائنِ الصَّحراءِ:
أ- إِلامَ يعودُ الاختلافُ في جَمالِ وُجوهِهِا وَبَهائِها؟
يعود ذلك إلى اختلاف أصولها.
ب- ماذا يستفيدُ البَدَويُّ منْها؟
يستفيدُ منْها نسلًا وحُلْوَ لبنٍ.
6- أَشارَ الكاتبُ إِلى الغَنَمِ:
أ- بِمَ وَصَفَها؟
أنها غنيمةٌ وبركةٌ.
ب- بِمَ شبَّه أَصواتهَا مَعَ صِغارِها؟
بالترانيم الجميلة التي تدلُّ على الفرحِ والحُبورِ.
7- مَنِ الَّذينَ عَشِقوا الصَّحراءَ كَما وردَ في نهايةِ النَّصِّ؟
الأُدباءِ منَ النّاثرينَ والشُّعراءِ.